0

هل المهنية الإعلامية في أزمة ؟؟

Posted by التكلتي on 2016/02/28 in عام |

الحفاظ على المهنية الإعلامية أمر شديد الصعوبة وعالي الحساسية في ظل التنازعات السياسية والنظريات الأيديولوجية وفي ظل توجهات وأهداف كل قناة أو مؤسسة إعلامية . وهذا مُعترف به في كل الوسائل الإعلامية العالمية .
ولكن مع ذلك يبقى هنالك حدود دنيا لا يتم التنازل عنها في فضاء الإعلام ويعتبر خرقها خرقا لبديهيات الإعلام (الذي يفترض انه محايد) ..
وحصول حادثتين متتبعتين في اسبوع (مع وجود حوادث سابقة) هو ما جعلنا نسأل ونتسأل ..
هل المهنية الإعلامية (لدينا) في أزمة ؟؟
الحادثة الأولى كان بطلها أحد الضيوف الدائمين على بعض القنوات .. ولكن بزلة لسان (زلة سياق أكثر منها زلة كلمة) ..تبع ذلك هجوم غير مبرر وغير متناسق وحجم الزلة .. والغريب ان احدى أهم القنوات التي تزعمت الهجوم .. وفي اكثر من ثلاثة أيام متتابعة وبالأخبار وبالبرامج والتقارير .. كانت هي القناة التي كانت تستضيفه بالعادة في برامجها .. وعند زلته هذه لم تتصل به ولم تفسح له المجال حتى للرد أو قول رأيه او شرح أو اعتذار .. بل تجاهلته تماما .. في حين استضافت المهاجمين والمؤدلجين الأدلجة المضادة لفكره أو التيار المحسوب عليه ..
كان من مبادئ المهنية استضافته كما تفعل مع غيره في حالة حصول حوادث مشابهة في الحال ولكن بطلها على الضفة الأخرى ..
الحادثة الثانية .. كان لها عدة ابطال وتحولت إلى اشبه ما يكون بالعمل الدرامي على منصات التواصل الإجتماعي .. لأنها أشد هبوطا في ميزان المهنية .. واختصارها .. احد المذيعين عرض مقطع “مفبرك” (فبركة اجتزاء) لأحد المشاهير المحسوبين على التيار الإسلامي ..
ومن المقطع يتضح أن هذا الدكتور الشيخ يهاجم المرأة أيضا ويقول عنها كلاما (لو كان صحيح انه قاله لأدانه الجميع) .. ولكن اتضح أن الموضوع عكس ذلك تماما .. فقد كان يدافع تقريبا عن المرأة ولكن القص واعادة ترتيب المقاطع ينتج مقطعا مختلف تماما في المعنى .
طبعا تلى عرض المقطع هجوم من المذيع ومطالبة الشيخ بالاعتذار وتم التفاعل مع المقطع بشئ من المبالغة .
وهنا تدخلت وسائل الاتصال الاجتماعي (خاصة تويتر) بعض المقطع الأصلي ومن ثم قاموا بالهشتقة والهشتقة المضادة .. والمطالبة بالاعتذار .. والبعض بدأ يبرر والبعض يرفض .. واصبح هناك حراك قوي .
وكان من مبادئ المهنية الإعتذار عن هذا الخطأ (و الخلل الفني) . وتجيير المشكلة للإعداد في جلب هذه المادة (المفبركة) ، وان كان هذا لن يخلي مسؤولية المذيع ولكن سيكون أقل ضررا وشجاعة مهنية وتدارك الكبوة .. وتحسب في ميزان العدل (حتى مع الخصوم) اذا افترضنا الخصومة ..
على هذه القنوات والمؤسسات الإعلامية (وغيرها كثير) أن تعلن انها قنوات لها قواعدها الخاصة التي لا تمت للمهنية الإعلامية ولا لميثاق الشرف الإعلامي ولا لأي مسؤولية بأي صلة وانها مؤدلجة أدلجة مضادة وانها لا تلتزم بما يلتزم به الإعلام المحترم . وبعد ذلك تكون اعلنت عن نفسها صراحة .. ولن يتهمها أحد بأكثر من ذلك بهتانا وباطلا ..
أو ان تتدارك ذلك الهبوط وذلك الانحدار وتحاول رفع المستوى المهني وتتبع الدقة قدر الامكان . فاذا ما فلت منها موقف او أخطأت أو زل إعدادها بزلة إعدادية .. فلا ضير ولا عيب في الاعتذار .. وإلا إجبرت على ذلك بحكم القضاء (كما حصل اكثر من مرة) ..
فالقنوات العالمية لم تحصل على الثقة والإحترام حتى من معارضيها إلا لأنها تتيح الفرصة لجميع الأطراف حق الدفاع عن انفسهم . وحتى مع تحيز بعض القنوات (الذي لا تخلو منه قناة) إلا انها تحافظ على مستوى مهني عال .
اخيرا …يجب ان يتحيز الإعلاميين للمهنية أكثر من تحيزهم مع (أو ضد) تيار او اشخاص . فذلك سيكسبهم إحترام الجميع .

هل المهنية الإعلامية في أزمة ؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2010-2024 التكتلي All rights reserved.
This site is using the Desk Mess Mirrored theme, v2.5, from BuyNowShop.com.