0

بين دفتي الرواية..

Posted by التكلتي on 2015/03/05 in عام |

كثيرا ما اختلف المختلفون حول كُتاب معينين (خاصة الروائيين) ..
فبالغالب نجد أنفسنا بين طرفين .. وانا هنا أقصد الموضوع بشكل عام ولا أقصد حال خاصة أو أشخاص محددين..
فالغريب اني أجد أن الطرفين لم يقرأوا الرواية أو الروايات (محل الجدل) .. فعند النقد يجب على الطرفين قراءة النص (الرواية ) بحيادية ..
فعند نقد نص معين يجب ان تتم قراءته قراءة نقدية خاصة .. وبأدوات نقدية خاصة ..
* التفريق بين كاتب النص والرواية ..
* ومعرفة أن الاسلوب الأدبي يختلف إختلافا جذريا عن الاسلوب العادي ..
*واستيعاب أن الرواية يوجد بها شخصيات يتم تصويرها من قِبل الكاتب لإثراء الرواية .. فربما ورد على ألسنتهم بعض الحوارات التي (إذا خرجت عن سياقها ) لن يكون من السهل فهمها على المراد منها ..
* أن الرواية قد تحتوي رموزا وإسقاطات يفهمها من يفهمها ويجهلها من يجهلها .. ويبقى ان يحاكمها من يحاكمها أدبيا حسب ما فهمه منها دون ان يحجر على غيره ما فهم منها أيضا ..
وبذلك من الصعب على من لا يملك هذه الأدوات قراءتها بالشكل الصحيح ..
فنجد من يدافع عن الرواية يدافع عن صاحبها .. وربما لم يقراء الرواية .. ولم يطلع عليها .. ويستميت في الدفاع عنها بشكل يبالغ ويغالي في الراوي .. حتى يصفه بأنه مفكر أو تنويري وربما انزل عليه من الصفات ما قد يرفعه لدرجة أنه مُصلح عالمي ..
وبسبب دفاعه قد يتطاول على المعارضين ثم المجتمع أو ثوابته (الدينية او التقاليد ) .. وكل ذلك بسبب الحماس والدفاع المستميت لهذا الكاتب (وليس الرواية) ..
ونجد بالمقابل .. من ينتقد وينتقص من الرواية ومن كاتبها أيضا .. فقد يفسق الكاتب وقد يكفره أيضا … وكل ذلك بسبب بعض الألفاظ التي وردت في الرواية (والتي تختلف ادبيا وفنيا وفكريا عن الكاتب) .. فقد يكون الكاتب يصور ملحدا ما او مجرما او شخصا ذو افكار معينة .. فيخلط موقف شخصية الرواية وقوة موقفها بين الحق والباطل (حسب تصور الكاتب) مع الكاتب نفسه .. فهذه النقطة تعتبر هي الخطأ الفني في النقد .. لأنه حتى شرعا لا يدان الشخص بشخصيات وهمية وردت بقصة وهمية ..
ولن ادخل في تفصيل الأمر في نقل الموضوع إلى أنها تعتبر ترويجا لفكر معين أو تمييع لثوابت معينة .. فهذا شأن آخر ..
ولن أدخل في ان التفاصيل ليست وهمية .. او الشخصيات ليست وهمية .. فبذلك سندخل من باب الصدق والكذب .. او الاتهام لشخصيات محددة .. قد يحول الرواية إلى سرد تأريخي بحت.. ويحاكم من هذا الباب .
وأعود واقول .. أنه للأسف أن بعض من كتابنا (خاصة الروائيين) يعمدون الى محاولة تجاوز أحد الأسوار الثلاثة (الدين والسياسة والنساء).. وكل يتجاوزها بطريقته وربما ينجح وربما لا ينجح ..
وللأسف ان من يطمح للعالمية يعتقد انه لابد ان يتجاوز هذه الأسوار .. ولا اعرف من غرس هذه الفكرة في أذهان كتابنا .. حتى اصبح تجاوز هذه الأسوار هدفا بحد ذاته وليست فقط نقطة عبور قد يتجاوزها بإضطرار النص لها ..
وأعتقد أنه لن يبلغ منا أحد العالمية (الحقيقية) وهو لازال بهذه العقلية المتخلفة (أدبيا ) وهو يحسب انه يسعى نحو العالمية من أقصر الطرق ..
فعند استعراض أغلب الروايات العالمية .. تجد فيها من الحبكة الدرامية والفكرة الجميلة ما يجذبك من غلافها الأول لغلافها الأخير .. ومع ذلك لا تجد فيها من (الفسوق) أو (الكفريات) ما قد تجده في ما كتب كتابنا ..
أخيرا أتمنى أن الكاتب يعي أنه مسؤول عن توصيل رسالة ( كما هم يكررون دائما ) بأن الكاتب له رسالة .. فليعي اسلوب الرسالة ليكون له كم من القراء يعون ويفهمون ويتفهمون ما يحب هو ان يعوه وما يريد إيصاله لهم .
فهو لن يصل للعالمية (الحقيقية) إلا بعد أن يقتنع به محيطه ومجتمعه ..

بين دفتي الرواية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2010-2024 التكتلي All rights reserved.
This site is using the Desk Mess Mirrored theme, v2.5, from BuyNowShop.com.