0

“أبوملعقة” .. وسلبية المجتمع

Posted by التكلتي on 2014/04/27 in عام, مقالات صحفية |

دليل على وجود خلل بالوعي العام

“أبوملعقة” .. وسلبية المجتمع

أبوملعقة

كتب عبدالله التكتلي ـ أنباء / الرياض :
أحد عوامل قياس الحضارة الانسانية في اي أمة من الأمم او دولة من الدول هي ايجابية المجتمع وتعاطيه مع الاحداث من حوله .

وسلبيته دليل على وجود خلل بالوعي العام والذي يجب تداركه وتصحيحه .

في حين كنا قبل أشهر نشتكي من الإيجابية المبالغة والمفرطة من المواطنين في التدخل والمساهمة في حل القضايا الأمنية ( في منفوحة بالرياض وفي المنطقة الجنوبية للتصدي للمخالفين والمتسللين) .. والذي اربك أحيانا المسار الأمني .

ولكن هذه قد تكون حوادث لها خصوصيتها وبسبب اطمئنان المواطنين لوجود رجال الأمن حولهم شجعهم للتدخل.

ولكن المشهد يختلف تماما في الحوادث الأخرى .. فحادثة (أبو ملعقة) على سبيل المثال لا الحصر .. وما صاحبها من سلبية المارة وسلبية المواطنين والحركة الطبيعية للسيارات دون ان يتأثر أحد بالمشهد الدموي المؤسف .. جعل الكثير ممن شاهدوا المقطع يتوقعوا انه مشهد تمثيلي .. بل وصل الأمر إلى ان الجهات الأمنية توقعت أيضا ان ذلك مشهدا درامي تراجيدي من أحد الأعمال الفنية (قبل ان تتراجع عن ذلك وتعلن انه صحيح وان الفاعل مجرم معروف وله سوابق ) وهذا موضوع آخر .

كانت المفاجأة ان ذلك حقيقي .. تم البحث عن من يتم انتقاده وتحميله المسؤولية أو حتى جزءً منها .. القاتل ام المقتول ام الناس .. لكن الحلقة الأضعف كانت المصور .

تم انتقاده على التصوير .. وانه لم يساهم في منع الجريمة .. ولكن المصور مثله مثل البقية الذين مروا قريبا من الحادثة .. ومثله مثل السائرين في سياراتهم .. وكأن الأمر لا يعنيهم .. وهو فعلا لا يعنيهم .. وذلك تطبيقا للمثل ( باب يجيك منه الريح .. سده واستريح) .

اصبح في قناعة الجميع ان المساهمة في انقاذ مصاب قد يدخلك في دوامة أو اتهام حتى يتم الوصول للحقيقة .. وهذا تم التنبيه له في أكثر من حلقة من حلقات (طاش ما طاش) قديما .. ولكن لأنه تمثيل فقد يقال هو يحتوي على بعض المبالغة .. ومهما كان فمصداقيته ستكون اقل لأنه اولا وأخيرا (تمثيل) .. ولكن المشهد التمثيلي (على اليوتيوب) الذي قام بعمله بعض الشباب وهو عبارة عن مقلب ولكنه له هدف وهو رصد ردة الفعل على انزال جثة ورميها قريب من تجمع لشباب في جلسة على الرصيف كان اقرب للحقيقة .. باعتبار انه نصف تمثيل ونصف حقيقي .. كانت اغلب المشاهد تدل على الهروب وترك الجثة هامدة على الرصيف .. وكان افضلهم هو من حاول التقاط رقم اللوحة .

يجب اعادة الثقة في عملية التبليغ واسعاف المصابين .. وذلك بتغيير طريقة التعامل مع المسعف والمبلغ وبعث الثقة من جديد في دواخلهم .

بعيدا عن “طاش ماطاش” .. وبعيدا عن يوتيوب .. اعرف (شخصيا) بعض الزملاء .. تم التحقيق معهم لمدة تقارب السنة .. لأنهم اسعفوا طالبا سقط اثناء اللعب هو وزملائه .. ولكن حظهم السيئ أنهم كانوا بالقرب .. فحمله الاستاذ بسيارته الخاصة .. وأوصله للإسعاف (ولأن الطالب اصلا مريض مسبقا وقد حصل له اكثر من حادث فدخل في غيبوبة خرج منها لاحقا ولله الحمد ) .. ولكن التحقيقات لتي شملت المسعف واحد الزملاء فقط اتصل ليطمئن على أحد طلابه استمرت بما فيها من ارهاق نفسي وما فيها من تلميح بالاتهام مع وجود كل الادلة وقرائن التبريئة حتى وصل الأمر لهيئة التحقيق والادعاء العام.. والله اعلم لو كان الطالب توفي لا قدر الله ماذا كان سيحصل .

هذه الحوادث لا يمكن اعتبارها حوادث فردية لأنها اصبحت ثقافة المجتمع .

واصبح البحث عن متهم او من يحمل جزءً من الوزر هو الأهم في القضايا الأمنية .. حتى لو كان مصور أوصل لنا حقيقة ما وصلنا إليه من السلبية .

“أبوملعقة” .. وسلبية المجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2010-2024 التكتلي All rights reserved.
This site is using the Desk Mess Mirrored theme, v2.5, from BuyNowShop.com.